- وفي يقيني أن نهاية شهر العسل مع الفريق السيسي ونهايةجمهورية العنف التي يؤسسها ستكون بعد أيام من ابتعاد الإخوان من المشهد السياسي الحالي. فساعتها ستتحول أنظار جميع الشعب نحوه هو وشركاء المعركة ولسان حالها يقول لقد دعمناكم وأفسحنا لكم قيادة البلد. فهيا ابدءوا العمل وامنحونا السمن والعسل. ووالله لولا وجود قصر النظر السياسي لدى الإخوان كمرض مزمن لسارعوا الآن في تسليمهم مفاتيح البلاد.
وساعتها سيفاجئ قائد الجيوش بأنه ومن معه من أمراء الحرب المنتصرين يواجهون 90 مليون فم مفتوح و10 مليون عاطل وميزانية مدينة بتريليون ونصف واحتياطي نقدي منهار واقتصاد يترنح ومجتمع دولي رافض للتعاون بسبب موقفه من الانقلاب وشعب لا يطيق المزيد من الانتظار بل لا يطيق لحظة انتظار. والأخطر هو أن الجنرال وحكومته ووزراء حربه لن يستطيعوا ساعتها حتى تقديم أي منح سريعة للجماهير كمسكنات. نظرا لأن أقصى ما يمكن تقديمه من منح سريعة يحتملها اقتصاد البلاد قد تم تقديمها بالفعل. وهي المتمثلة في زيادة الرواتب أو تعيين العاملين المؤقتين..الخ..
ويزيد من حدة توقعاتنا السلبية أن الشعب الذي يتابع معركة التنمية المتعثرة سيضم فيما بينه ملايين الإسلاميين الموتورين الذين مزقت أكبادهم وسحل كبرياءهم على يد الجنرال وفريقه. وحتما سيكونون في طليعة الساخطين والمنددين بأي بادرة تعثر. لذلك. فالمصالحة وحقن الدماء ليست منحة من طرف لطرف آخر بل طوق نجاة يقدمه لنفسه أولا، ومهرب آمن من كارثة وجود طرف موتور يقوم بدور المهيج بين الجماهير. ويعلم الله أنه لولا إقصاء السيسي للإخوان عنوة لمزقهم الشعب خلال ستة أشهر على أقصى تقدير. ليس كراهية فيهم ولكن لأن وقع الأزمة الحالية على الجماهير المطحونة لا يشعر به أي فرد من فصائل النخب بمختلف فصائلهم والذين يزيد دخل أفقرهم عن دخل قرية مصرية مجتمعة.
ولو علم الفريق السيسي ذلك لذهب ولو سيرا على أقدامه نحو التصالح مع التيار الإسلامي. ولو علم الإسلاميون ذلك لفروا من العودة للحكم التي يجعلونها مطلبا لهم الآن كفرارهم من الأسد.
باختصار فلن ينجوا أحد، ولن تتحرك السفينة المصرية نحو المستقبل، إلا بوجود جميع الطلائع السياسية صفا واحدا، يتكلمون لغة مهذبة، ويبثون في الجماهير الأمل عن طريق وقوفهم صف واحد خلف برنامج تنمية مشترك يعلن على الجماهير ويتناول خطة زمنية مدروسة ومحددة المراحل لإصلاح اقتصاد البلاد، بخطة تبدأ مثلا بالأنشطة سريعة العائد ذات البنية القائمة كالسياحة إضافة إلى اجتذاب الاستثمارات الخارجية وتنمية قطاع المشروعات الصغيرة الأكثر استيعابا للعمالة والأقل تكلفة في توفير فرصة العمل والأكثر التصاقا باحتياجات قطاع كبير من الشعب.. وعلى التوازي يتم ذلك في وجود وبمساندة إعلام يحتفي بالإنجازات ويبث الأمل في الناس ويرفع من هيبة مؤسسة الدولة، وبالقدر الذي يجعل الجماهير تصدق أن هناك نورا في الأفق فتصبر وتتعاون على المرحلة الشاقة والحتمية القادمة. وأتمنى بعد كل هذه الدماء وهذا الانهيار أن يكون الجميع قد استوعب الدرس وعلم أن الإقصاء انتحار
السبت، 24 أغسطس 2013
لا تستعجلو الامر فهو بيد الله
الجمعة، 23 أغسطس 2013
الرد علي فتوي علي جمعه
الأربعاء، 21 أغسطس 2013
مقال لعمرو عزت أراه به كثير من الحقيقه
حدّثني ذلك الصديق عن الاشتباك الذي وقع في المسجد المجاور لبيته بعد صلاة الجمعة، بسبب توجس المصلين من دعاء الإمام على «الظالمين»: «تقصد مين يا شيخ؟ الجيش ولا الإخوان؟».
وعلى أثر الندوة التي انعقدت سريعًا لبحث الأمر، جرى تشابك بالأيدي والأقدام والأحذية والشباشب. تمامًا كما حدث في عشرات الوقائع التي سمعتها عن مساجد في القاهرة والمحافظات، جرى فيها جذب الإمام من جلبابه من فوق المنبر أو «القفش في زمارة رقبته» من الخلف فور انتهاء الصلاة، بسبب شكوك مماثلة.
صديق آخر قال لي إنه ترك البيت، لأن والده إخواني يصفه طوال اليوم بالانقلابي ويحمّله مسؤولية قتل الإخوان ويصرخ فيه طوال اليوم: «هو دا التفويض يا حمادة؟»فيصرخ حمادة: «تفويض إيه! ما أنا كنت يومها متلقّح جنبك يا عم الحاج!».
ثم إنه في ظل ذلك كله سمعت شخصًا يُسمى مصطفى حجازي، يرجح أنه مصري الجنسية، لأنه يشغل فيما يبدو منصب المستشار السياسي للرئيس المؤقت عدلي منصور، ولكنه لا يبدو أنه يعيش فعلًا في مصر، لأني سمعته يقولعلى شاشة التليفزيون: «المصريون لم يكونوا موحدين بقدر ما هم الآن».
رد فعلي اللحظي كان من البذاءة بحيث لا يمكنني أن أكتبه هنا، ولكني عزيت نفسي بأنه من الأكيد أن السيد الرئيس عدلي منصور لا يمارس السياسة، ولذلك فهو ليس بحاجة إلى مستشار سياسي ولله الحمد.
ولكن المشكلة الأعقد من رؤية مستشار السيد عدلي أن هناك عددًا كبيرًا من المغفلين المصريين أصابتهم عدوى العمى – أو الرغبة في التعامي- الذي أصاب المستشار المشار إليه، مما جعلهم يغفلون عن رؤية تلك التفاصيل التي تدور في شوارعهم، ويصيبهم ما يشبه الهياج الجنسي عند رؤية شعار «مصر تحارب الإرهاب» الذي عمّمته الشؤون المعنوية للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية ليكون شعارًا ثابتًا أعلى يسار شاشات إعلام الدولة، واعتنقته بعض شاشات الإعلام الخاص الذي ارتدى مؤخرًا وبوضوح البدلة«الكاكي» ولا نعلم متى سيعود لارتداء «الملكي» مرة أخرى.
ومن مهازل الصدف، أنه هو نفسه العمى ونفس الهياج الذي يتلبسه مغفلون متعاطفون مع الإخوان وتيارات السلطوية الإسلامية الذين لا يرون أحدًا غيرهم في الشوارع ولا في وسائل المواصلات ويعتقدون أن كل ما حدث في مصر هو أن الجنرال السيسي استيقظ في الصباح واعترته رعشة ناصرية ممتزجة بكراهية مفاجئة للإسلام وقرر أن يرتب «انقلابًا» ليغتصب السلطة من الإخوان.
عنوان حركتك أو شعارها الأساسي ليس مجرد إدراك وتحليل للمشهد ولكنه اختيار لطريق. الحشد والاعتصام في الشوارع ضد «الانقلاب» هو تجاهل للمشهد الأساسي وهو «الانقسام»، والحملة ضد «الإرهاب» هو خوض معركة مع بعض جوانب المشهد وتجاهل نصيب طرف الإسلاميين من حشود «الانقسام».
العمى عن هذا «الانقسام» وعن شرط اللحظة الثورية التي تجعل من الانقسام حيًّا ونشطًا في حركة كل فرد ومجموعة وليس بالضرورة تبعًا للقيادات وللتنظيمات، هو عمى عن جذر الصراع وصورته الساطعة، هو خيابة وخيانة، وهو ما يمكن أن يتحوّل تدريجيًا إلى تنويعات مستمرة وعميقة من«حرب أهلية» أو انقسام شعبي بائس مكتوم لا يمكن أن يسمح بحياة اجتماعية ممكنة بين المصريين، فضلًا عن حياة سياسية.
كلا العنوانين «الانقلاب» و«الإرهاب» اختيار واعٍ من جانب رؤوس الفريقين الكبيرين لطريق الصراع الوجودي، وهي معركة ممكنة بين الرؤوس والقيادات، ولكنها ليست ممكنة بين الناس على الجانبين. ومن يصدقون هذه الشعارات على الطرفين هم من يتم استثمار حركتهم وتأييدهم في معركة على طريق مخادع لا يتعامل مع جذر المشهد وأصله، وكأن هؤلاء الملايين من الطرفين هم مجرد إكسسوارات للإرهاب أو للانقلاب.
على العكس من ذلك، خوض معركة الاستقطاب بين طرفي الانقسام دون أوهام الضربات القاضية أو إجلاء الآخرين إلى منافٍ ومعسكرات عزل، هو الطريق الصعب والطويل الذي يمكن أن ينتهي إلى ديمقراطية تحترم «الناس» على طرفي الاستقطاب. تحترم حرياتهم وحقوقهم وتضعها فوق«الصندوق» وتجعله خادمًا لها لا العكس، ولكنها تهزم وتستبعد وتقصي «رغبات التسلط» عند كل طرف ومحاولاته فرض نموذج للحياة على الآخر أو استخدام السلطة على طريق ينتهي بذلك.
الاعتراف بالانقسام ليس معناه الإقرار بأن الطرفين على سواء في التقييم الأخلاقي لاتجاه حركتهم أو مطالبهم أو محاولة التوسط والبحث عن «ميدان ثالث». فمع كامل الاحتقار للرغبات السلطوية للتيارات الإسلامية واتجاه حركتها إلا أنه لا يمكن تجاهل واحتقار وجود جماهيرهم ومؤيديهم – لا أصدق أني مضطر لكتابة جملة كهذه أصلًا-ولا يمكن لانحطاط التيارات الإسلامية الذي يعمى عن خصومه أن يبرر ذلك، وإلا سقط خصومهم في نفس الانحطاط الأخلاقي، وهم يسقطون حاليًا وبكثافة.
من يحتقرون الناس لا يمكن أن ينجحوا في بناء ديمقراطية ولو كسبوا الانتخابات أو حازوا على تفويض شعبي، ومن يفكر في مصالحه في إطار صيغة للتفاهم ورعاية مصالح«الكل» هو من يقترح طريقًا ديمقراطيًا.
الخميس، 15 أغسطس 2013
شاهد عيان عن ما حدث في رابعه
عزيزي الباحث عن الحقيقة قبل أن تبدأ في قراءة هذه الشهادة ينبغي عليك معرفة التالي
المكان : ميدان رابعة العدوية
مستشفي مسجد رابعة والمستشفي الميداني.
التاريخ : ١٤ - أغسطس - ٢٠١٣
الوقت : من ٧ مساءًا حتي ال ١٠ ونصف مساءًا.
المرافقين والشاهدين معي
عبدالله سليمان "موظف" بمصر للطيران
صباح حمامو "صحفية بالأهرام".
التصوير تم بإستخدام كاميرا : Galaxy Note 1
ميولي: لا انتمي إلي أي حزب سياسي أو ديني
الشهادة : تتعارض مع كافة ما بثه الإعلام المصري والعربي المضلل بكل أنواعه سواء ليبرالي أم إسلامي أو حتي بتنجاني
لا : أنتمي إلي جماعة الإخوان المسلمين وضد رجوع مرسي وضد فض الإعتصام وضد الإنقلاب العسكري وضد اي قمع للحريات.
=========================
شكرًا لسعة صدرك في البحث عن الحقيقة والاستمرار في بدء قراءة شهادتي وإن وجدت أنها صادقة قم بنشرها وستجد في نهاية الشهادة "صور" للجثث والمصابين تحت رخصة "المشاع الإبداعي" يمكنك إستخدامها.
=========================
تبدأ الرحلة مع عبدالله قائد السيارة وفي المقعد الخلفي صباح متوترة وأنا في المقعد الأمامي بجانب عبدالله في محاولة معرفة أفضل طريق للوصول إلي رابعة العدوية بدون أي مضايقات وخاصة أن الوقت بدأ ينفذ منا وعلي وشك أن تدق السابعة ويبدأ تطبيق حالة الطوارئ والحظر،،، إستخدمنا خرائط جوجل للدخول من حواري وشوراع ضيقة والوصول إلي ميدان مكرم عبيد وفعلًا وقتها أيقنت بأن نعمة ال GPS
نعمة لا غني عنها.
المشهد كل الطرق والشوارع المؤدية إلي مداخل ميدان رابعة تم قطع التيار الكهربائي عنها وبالتالي لا توجد أعمدة إنارة تعمل والشوارع كلها يعمها الظلام الحالك، بجانب ذلك السماء أعلي ميدان رابعة لا يوجد بها سوي دخان كثيف يحاول الذهاب بالحقيقة بعيدًا إلي المجهول.
حاولنا الدخول من أحد الشوارع الضيقة من عند مدخل شارع النصر وفجأة وجدنا مجموعة شباب مكونة من ٤ أفراء يحاولون بكل الطرق إقناعنا في إن نعود من مكان أن أتينا كلامهم كان مقنع كان أمامنا وكل تقريبًا ١٠٠ متر في أي شارع مجموعة من قوات الجيش تمنع دخول أي أحد أو تقبض عليه وقالت مجموعة الشباب كان معنا شابين يحملون إغاثات طبية وشاش وقطن وقبضوا عليهم وأجبرونا علي الرحيل.
شكرتهم صباح وعبدالله وأنا أيًا علي النصيحة وأنطلقنا في محاولة للتسلل والدخول لميدان رابعة بعيدًا عن لجان من قوات الجيش، فبالتأكيد بعد شهادة هؤلاء الشباب لن يسمحوا لنا بالدخول وربما يقبضون علينا لو قلنا لهم أننا تبع الإغاثة.
وجدنا طريقًا ضيق جدًا بين الأبراج الخاصة بالسكان في شارع النصر وتسللنا من خلالها في الظلام الذي يملأ الطرقات جميعها وصوت الجرافات في الميدان يقترب منا ونحن نقترب منه والرائحة تزيد في قوتها... قلت لعبدالله لن ننظر إلي أي أشخاص في أعينهم أو نظهر أي إهتمام لأي ظابط أو عسكري حتي لا يشكون في أمرنا وبالفعل عبدالله أقتنع بكلامي وخلفنا صباح تمشي في خوف ورعب من طبيعة الجو والصمت وصوت الجرافات والرائحة الكريهة المنبعثة من الميدان نتيجة الحرائق والدماء والجثث المحترقة والجثث التي بدأت تتعفن. بجانب بدء حرق كل الخيام المتبقية.
تمكنّا من التسلل من خلف أبراج شارع النصر ومشينا بجانبها وتخطينا كمين آخر لظباط من "أمن الدولة" لا يسمحوون لأي شئ بالدخول، حتي وصلنا إلي سوبر ماركت الباشا المجاول للتوحيد والنور وكان هكذا المشهد.
جثث ملقاة علي الأرض ملفوفة بقماش أبيض كلها مجهولة وغير معروف أصحابها وعلي أغلبهم مصاحف صغيرة، عدد الجثث كان ١٣ جثة وأغلبها إحترق حتي تفحم بالكامل. الأعمار أغلبها من ٣٠ ل ٤٠ عام وهناك حالة أو أثنين كانوا في عمر العشرين تقريبًا.
قمنا بتصوير كل شئ ووجدنا قائد سيارة إسعاف يجلس أمام أحد الجثث علي الأرض، سأله عبدالله بغضب شديد أين سيارات الإسعاف؟ أين تكريم الميت ! هل يجوز رمي الجثث بهذا الشكل البشع في الشارع !! لماذا حدث هذا قالوا في الأخبار أن عربات الإسعاف متوفرة وتقوم بنقل كل المصابين والجثث!!
رد قائد سيارة الإسعاف علي عبدالله وكنت أنا وصباح نسمعه بعناية... يا بيه مانعين دخول عربيات الإسعاف من بدري والله العظيم ومش عارفين ليه
عبدالله: مين دول اللي مانعين وليه وعلشان إيه ؟ دي جثث ميتة ومتفحمة أغلبها ..
رد قائد سيارة الإسعاف والله يا باشا ما أعرف مين بس هما ذهبت بعيدًا أنا وصباح عن عبدالله وقائد سيارة الإسعاف ووجدنا أم شهيد تعرفت علي إبنها وأصرت أن نقوم بتصويرها أكثر من مرة ونرسل لها أفضل صورة، أيضًا وجدنا شباب معهم
" حاملة شنط السفر "
ينقلون بها الجثث من داخل المستشفي الميداني للخارج ويلقوها علي الأرض في أمل منهم أن تأتي سيارة الإسعاف وفوجئنا بالتالي.
يا بيه يا أستاذة صوروا الجثث دي مش عندكم انترنت صوروها وانشروها علي فيسبوك الناس مغيبة ووالله إحنا ولا إخوان مسلمين ولا حتي مع مرسي بس ضد المجازر اللي حصلت دي فين بتوع حقوق الإنسان اللي قرفونا علي الفضائيات فين الصحفيين في الإعلاميين محدش جه يصور الكلام دا ليه صوروا علي قد ما تقدروا تحبوا نوريكم كام جثة محروقة جاهزين نكشف لكم عن الجثث !!
إستعديت أنا وصباح وعبدالله وشغلنا الكاميرات وكشفوا عن جثة وكانت متفحمة بالكامل إنهارنا جميعًا وذهب عبدالله بعيدًا
يؤدي صلاة الغائب وصباح قامت بتصوير ما يمكن تصويره للتوثيق وتكت أي معلومات جديدة تحصل عليها وذهبت أنا بعيدًا في إشعال سجارة في محاولة يائسة مني للصمود، قررنا إن نذهب مع الشباب أنا وعبدالله ووجدنا حجة في الدخول لو سألنا أحد الظباط إلي تذهبون سنخبرهم أننا نقوم بإخراج الجثث والمصابين للخارج، وبالفعل قررنا الذهاب وتركنا صباح عند الجثث ال ١٣ المتفحم أغلبها وكانت أصبحت ١٤ جثة بعد أن أتوا شباب "عربة تحميل شنط السفر" بجثة متفحمة جديدة ثم ذهبنا معهم للداخل وكان المشهد كالتالي:
رائحة بشعه تفوح بكل ارجاء المكان "جثث متفحمهة -غاز مسيل للدموع - أدخنة الخيام المحترقة- وأغراض المعتصمين المتفحمة" جرافات وكساحات ضخمة في كل مكان"
سيارت جيش تفوق عدد سيارت الأمن المركزي وأمن الدولة في كل مكان عدد لا نهائي من مجموعات العساكر بقيادة ضابطهم أو من غيره يتحدثون أو يأكلون أو يشربون أو يقومون بسرقة أي شئ له منفعة.من أغراض المعتصمين الذين فروا هاربين من رصاص وغاز الجيش والشرطة.
كنا دائمًا نتسائل من أحرق هذه الجثث وكان الجميع يقول الجيش والشرطة أشعلوا النيران في المستشفي الميداني وتركوا المصابين يحترقون حتي التفحم. ! لم نلحق إن نشاهد ذلك بنفسنا وأحمد الله علي ذلك وهذا غير ما بثه الإعلام من محاولته البائسة في التغطية علي جريمة حرب إرتكبها "السيسي" وبمباركة "الرئيس المؤقت " ووزير داخليته.
كان دائمًا عبدالله أثناء سيرنا للداخل ورغم الرعب الشديد المسيطر علينا من المشاهد والرائحة والصمت الذي يغلبه صوت الجرافات وسيارات المطافيء يردد " اللهم عليك بمن ظلمنا " وأنا أحاول إن أدردش معه في أي شئ إستعدادًا للدخول والبحث عن أي جثث أو مصابين.
قبل إن نصل كنا نعلم من خلال الشباب إن ما سنراه من أعداد الجثث سيفوق خيالنا وإن المصابين في حالات خطرة عددهم كبير وبأن الرائحة بالداخل بشعة جدًا. وعدد الظباط والعساكر والمدرعات كبير جدًا. وأخذت عهدًا بيني وبين عبدالله بألا نحتك بأي شخص منهم مهما حدث. وأخيرًا توقفنا في الظلام علي المشهد التالي:
نور كبير يخرج من جانب الطريق يا شباب يا أخي شباب ! وجدنا رجل في عمر ال ٤٠ "ذو لحية" كثيفة ومبتسم دومًا بتعملوا إيه ؟ جايين تساعدوا ! في نفس واحد آه جايين نساعد في أي حاجة طيب تعالوا شيلوا معانا الجثة دي من الشارع لأن الجرافات ممكن تدهسها زي غيرها !! ذهبنا معه وفي خلال دقيقتين وجدنا فتاة "منتقبة " تمامًا وشاب آخر منهار بالجوار وشاب آخر يمسك "بحصيرة" ملقي عليها الجثة ! وكان وزن الجثة كبير جدًا لذلك طلبوا منا المساعدة في نقل الجثة وطلبوا منا إن نخرجها بعد المستشفي الميداني بجوار الجثث الآخري. بادرنا فورًا في الإستعداد لحمل الجثة وكان الطريق وعر جدًا بسبب الحطام والحريق المجاور لنا في المشفي الميداني وبجانب مسستشفي مسجد رابعة العدوية . وبصعوبة شديدة تمكنا من إخراج الجث بجانب الجثث الأخري. وبعد إن قمنا بتلك المهمة تعرفنا علي الشاب الذي كان يحمل معنا الجثة وكان إسمه "عبدالله" هو أيضًا وقال لنا تعالوا معي نحاول البحث عن أي جثث أو مصابين في المستشفي الميداني الذي إحترق معظمه بالنيران.
ذهبنا معه وكان علي بعد أمتار حريق فوق مبني بجانب المشفي الميداني لا أعرف هل هو جزء من مسجد رابعة أم ماذا لأننا لا أعرف المكان ولأول مرة أذهب إلي رابعة لدواعي إنسانية. حاولنا إن نستخدم كشافات الموبايل لإنارة المكان ودخلنا هذا المبني وقال لي عبدالله هذه هي المستشفي الميداني وكان المشهد كالتالي:
حريق هائل أعلي مبني صغير وعساكر المطافئ يبدأون في محاولة السيطرة عليه ونحن قمنا بالدخول لمبني لا يعمه سوي دخان كثيف يخرج منه وظلام حالك ومياه كالفيضان علي الأرضية الخاصة بالمبني قمنا بالدخول للدور الأرضي ووجدنا الصيدلية الخاصة بالمكان وكأنه حدث زلزال بداخلها وقمنا بترديد :السلام عليكم، هل أحد هنا يا شباب، نحن هنا لمساعدتكم.
بسم الله هل أحد هنا. كنا نردد هذه الجمل ونحن نرتعد من الخوف لا أعلم لمااذا حاولت تصوير تلك الصيدلية من الداخل ولكن الدخان لم يكن بجانبنا في التصوير ومعظم الصور كانت سيئة جدًا ثم صعدنا للدور الأعلي بمصاحبة عبدالله ودخلنا أكثر من غرقة وكان ممتلئة بمراتب كان بها مصابين وجثث ويملأها الدماء في كل مكان حتي في الطرقة المؤدية لتلك الغرف كانت مليئة بالدماء. حاولنا إن نصيح أكثر يا شباب هل أحد هناك نحن هنا لمساعدتكم .
لم يجب أحدًا كل الأجابات كانت واحدة "صمت - رائحة دماء" والدخان الناتج من الحريق يكاد يقتلنا ويزداد قلت لهم إن بقينا في هذا المبتي فحتمل إن ينهار علينا ونحن بداخله أو نموت محترقين إن نشبت النيران مرة أخري.
خرجنا مسرعين وأثناء نزولنا وجدنا بالفعل إن الدخان يزداد وأن الحريق في زيادة كل ثانية حتي وصلنا للمخرج ونظرنا في الأعلي من هذا المبني ووجدنا رجلين "عساكر مطافىء" يستعدون بالخرطوم للسيطرة علي هذا الحريق بعدها خرجنا وتركنا عبدالله ذلك الشاب الجدع "المصري" الغير منتمني لأي حزب كل ما يفعله محاولة في إيجاد أي جثث وإنتشال أي مصابين من الموت المؤكد. وأثناء خروجنا طلب مني أحد العساكر "مياه" ورحبت بذلك وقال لنا لا يوجد مصدر للمياه هنا حتي للإطفاء ولذلك نحن مرهقين جدًا وفي حالة يأس شكرنا علي مياه الشرب وذهبنا في طريقنا لمستشفي مسجد رابعة العدوية !
اثناء دخولنا وجدنا خيام كثيرة وبقايا أغراض للمعتصمين بجانب المستشفي الخاصة بمسجد رابعة وكمية كبيرة من أفراد الجيش والأمن المركزي وأمن الدولة قال لي عبدالله دعنا نتسلل بجوانب المسجد والمستشفي ونبحث عن جثث ومصابين.
قمنا بالذهاب خلف جنود من قوات الجيش يقومون بسرقة أي طعام أو شراب خاص بالمعتصمين وتركناهم واستمرينا في المشي حتي وصلنا لطريق ضيق جدًا وبها "فتاتين" يلبسون "كمامة" علي أنفهم ووجدت عبدالله يتحدث مع فتاة من الموجودين وفجأة جلث علي الأرض بجوار جثة لا أعرف من أين اتت ويتحدث في الموبايل وآخر ما أتذكره مما سمعت، هو شهيد شدوا حيلكم وحاولوا تيجوا بسرعة تاخدوا الجثة لأن الوضع هنا مش مبشر خالص في التعامل مع الجثث،، كان عبدالله دومًا أثناء مشيينا يقول لي انا متأكد انهم يقوموا بإعدام أو إخفاء الجثث للتغطية علي جريمتهم تلك التي تساوي جريمة حرب .
كنت أرد دائمًا مستحيل أنهم يفعلوا ذلك !
نعود لمشهدنا أمام الجثة مع من تحدثت يا عبدالله في الموبايل ؟ هل هذه الجثة خاصة بكم أو بأحد أصدقائك، فرد وقال هذه الفتاة أخبرتني إن هناك أسفل الجثة صوت موبايل يرن كل فترة وترجته بأن يرد علي الهاتف فبالتأكيد من يتصلون هم أهل المتوفي، وقال لي وفعلًا كانوا أهل الشهيد وأخبرتهم بأنني سوف أترك الموبايل في أسفل الجثة حتي تتمكنوا من الوصول لها بسهولة ووصف لهم المكان تحديدًا وأخبرهم بأن يأتوا بسرعة البرق مهما كلفهم الأمر.
صدمت من ذلك الموقف ؟ ما هذا الذي يحدث وفجأة قمت من جلستي بجوار عبدالله وحاولت التحرك في تلك الحارة الضيقة بجوار مستشفي مسجد رابعة لأجد إن الحارة بكل جوانبها ممتلئة بالجثث المتفحمة أو المحترقة وكان عددهم تقريبًا ٢٢ جثة وزادت واحدة قبل إن نمشي من هذا المكان. وقبل إن نغادر وجدنا شباب في أول الحارة يمسكون بأحد "السارقين" وقموا بتعنيفه وإجباره علي الخروج من هذا المكان وإن هناك حرمة للميت والموقف لا يحتاج للسرقة. تعالت أصواتهم ولفتوا الانتباه للظباط والعساكر وعبدالله أخبرني لابد إن نمشي من هنا ونذهب لمبني المستشفي.
ذهبنا في تسلل وحذر بجانب حائط المستشفي ووجدنا دور أرضي به "باب كبير" مفتوح ودخلنا منه وكان يحتوي علي غرف عمليات وغرف للجراحة والتمريض كلها ممتلئة بالدماء ومكانها مصابين فروا هاربين أو أطباء لم نجد أي جثث بالداخل أو مصابين.
ثم خرجنا علي الفور لنذهب لباب آخر كان يظهر منه إنارة عاليه جدًا وكان تقريبًا هناك محاولة في كسر هذا الباب وإقتحام المكان أقتربنا أكثر لنجد ما لم نشاهده من قبل من فتحة الباب الضيقة حوالي " ٣٠ سم " فتحة الباب...
المشهد : غرفة كبيرة حوالي ٥ متر جثث ملقاة علي الأرض وفوق بعضها في نهاية الغرفة كان هناك ٢ سرير طبي عليهم فوقهم جثث ومن تحتهم جثث... إنهرت في البكاء وعبدالله يحاول تهدأتي ويقول لي صور صور يا محمود يجب إن يشاهد العالم تلك الجرائم.
كان العدد الإجمالي حوالي ٢٠ جثة أو ٢٢ جثة لم أعد جيدًا لكثرة الجثث المتراكمة فوق بعضها.
ثم خرجنا بعيدًا عن هذا الدور اللعين لنجد أمامنا مدخل مستشفي مسجد رابعة العدوية الرسمي وأمامه مدرعات جيش وأمن مركزي وفي مقدمة المدخل وداخل الإستقبال عدد كبير جدًا من الظباط والعساكر من جيش وشرطة وأمن مركزي وأمن دولة الجميع يضحكون أو يأكلون "بسكوت" أو يشربون عصير أو مياه أو يتحدثون في هواتفهم أو يدخنون. ذهبنا في صمت وراء مدنيين يمسكون سرير متحرك ونقال للمصابين والجثث وصعدنا مهم للدور الثاني وفوجئنا بصالة كبيرة يفترشها أكثر من ٥ جثة معظمهم مكتوب علي شريط أبيض ملفون علي رأسهم أسمائهم وبياناتهم وهناك بعض المدنيين يحاولون التعرف علي الجثث الخاصة بهم لم أستطيع التصوير لهول المشهد ولإحترام أهالي المتوفين الذين يبحثون عن ذويهم. وأخيرًا وجدنا ما نبحث عنه طبيب في عمر ال ٣٠ عامًا منهك تمامًا وكل ملابسه دماء كانت تخرج منه رائحة الدماء كلما اقتربنا منه.
دكتور : قلنا أنتا محتاج إيه إحنا نقدر نساعدك بكل اللي عندنا ؟
الدكتور : خلاص إحنا مش محتاجين حاجة غير عربيات إسعاف وشباب يساعدونا في نقل المصابين لأن في حالات خطرة جدًا.
تذكرت بعد طلب الطبيب أنهم يمنعون دخول سيارات الإسعاف منذ ساعات ولذلك كان ذاك طلبه .. ثم أخبرنا طيب تعالوا معايا نزلوا المصاب دا لأن حالته خطرة وفي إسعاف لسا واصلة حالًا خارج المستشفي. صعدنا مسرعين معه للدور الأعلي وكانت الطرقة بجانبها جثث حتي نهاية غرفة العمليات تقريبًا كان هناك ١٢ جثة بتلك الطرقة
وكانت هناك غرفة "صالة" كبيرة بها نفس عدد الجثث تقريبًا بالدور الثاني حوالي من ٥٠ ل ٧٠ جثة لا يوجد بجانبها أحد سوي صمت الحقيقة !
تمالكنا أعصابنا أنا وعبدالله لأن هناك حالة خطرة لابد إن نخرجها سالمة إلس سيارة الإسعاف ونجحنا في ذلك بعد صعوبة هائلة في رفع المصاب من سرير المشفي للسرير النقال وخرجنا مسرعين إلي سيارة الإسعاف وأخبرت المسعف إن الطبيب قال إن كل ثانية فارقة في حالة هذا المصاب وترجيته إن يسرع في الطريق قدر الإمكان. بعد إن صعد المصاب للإسعاف وانطلقت وجدنا رجل "شيخ" كبير يسوق بإبنه علي كرسي متحرك مصاب أيضًا ويحاول طلب المساعدة في نقله علي سرير الإسعاف حاولنا إن ننزله من الكرسي علي سرير سيارة الإسعاف. وذهبت سيارة الإسعاف الأخري وفرحت إن سيارات الإسعاف بدأت في القدوم وسمحوا لها بدخول الميدان مرة أخري. ذهبنا مسرعين إلي مدخل المشفي لأن الطبيب أخبرنا بالعودة لأن هناك حالات أخري ينبغي إن نساعده في إخراجها كان هناك ٣ حالات خطيرة أخري حسب كلام الطبيب. وأثناء سيرنا إلي سلم المشفي كان يردد عبدالله بصوت "مسموع ربنا علي الظالم" وفجأة خرج صوت مرتفع من خلفنا "كابتن" ! إلتفتنا للخلف ووجدنا رجل ذول شعر أبيض يلبس بدلة عسكرية سوادء وعلمنا أنه لواء بالأمن المركزي وحوله ظباط كانوا يضحكون وقطعنا عليهم حفلة الرقص علي جثث المصريين !
رايحين فين ؟ معاكم حد هنا ولا بتدوروا علي جثة خاصة بيكم ؟
رد عبدالله : إحنا جايين نساعد في إخراج المصابين والجثث من فوق.
اللواء : لا ياللا من هنا لو سمحتم !
مسك عبدالله بيدي جيدًا وقال لي في همس " ياللا بينا يا محمود "
وخرجنا لا نقول سوي "حسبنا الله ونعم الوكيل "ربنا علي الظالم.
التوثيق : صور بجودة عالية ، تصويري +١٨ملحوظة: هناك ٩ ملفات فيديو للإسف كلها سوادء لا يظهر منها شئ سوي الصوت بسبب عدم وجود أي إضائةملحوظة ٢: شهادتي متاحة نشرها للجميع ولكافة وسائل الإعلام الباحثة عن الحقيقة.ملحوظة ٣: هناك صور أخري من الصحفية "صباح حمامو" سوف ننشرها في وقت لاحق.تغريداتي أثناء السير في ميدان رابعة تجدوها هنا : https://twitter.com/MidooDjملحوظة ٤ :لم أراجع الكلام لغويًا وإملائيًا.ملحوظة ٥ : تغريدات الصحفية "صباح حمامو" أثناء سيرها معنا وما شاهدته تجدوها في التغريدات الخاصة بيها علي تويتر من الرابط التالي : https://twitter.com/Hamamou
آخر تحديث : ١٥ - أغسطس - ٢٠١٣
06:53 PM
#سلام
أزال المؤلف هذا التعليق.
مينفعش تكتفى بهذا القدر لازم تكملى وربنا معاكى
كلام خطير ولازم الكل يتفضح دول بقوا شوكة فى ظهر الثوار اللى اغلبهم اصلا بيحبوهم
مجموعة من البلطجية والمأجورين يتحكمون بمصير امة
مش عارف أصدق مين بدل ما أعرف الحقيقة إتفشحت أكتر من الحيرة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! يعني انا كان ممكن اكون مكان عيسي دا و دمي يبقي شرارة عشان يتقال إن الإخوان قتلوني مش فاهم حاجة و إتخنقت أكتر
يا معرصين يللي بعتوا دم الشهدا وفشختوا الثورة افضحوهم
الاتنين ولاد وسخة الي بيضرب مع الداخلية و الي بينزل مع الاخوان
يا نهاار اسود..ولا حد كان فاهم حاجة..بالمناسبة انا بقدم حياتي فداء للراجل جو الاستورة..لو حابب أكون بودي جارد ليه ..وجاري جمع معلومات عن أشرف شريف "ولن لاقيته لا يفارق سوادي سواده حتي يكون قاتلي أو قاتله..المجد لكل مصري اصيل زي جو الاستورة والعار لكل الاومنجية..والله غالب علي امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون..الصبر